علي خامنئي، المرشد الأعلى في إيران، والذي يعد مرجعية رئيسية في المواقف الدينية والسياسية والاجتماعية بالنسبة لقطاع واسع من الشيعة في عالمنا العربي والإسلامي، خرج عن طوره تماماً بعدما رأى العالم برمته مدى هوان وذل محور المقاومة المزعوم بزعامة إيران.
فإسرائيل مرغت أنوفهم بالأرض، وأرتهم كافة أشكال الذل والهوان، وفضحت زيف الشعارات.
فكم اغتالت إسرائيل من الشخصيات الإيرانية البارزة من علماء وقادة كبار في الحرس الثوري، لكثرتهم يتطلب إحصاءهم قدراً من الوقت والجهد، وأخطرها وأكثرها جسامة قصف القنصلية الإيرانية في دمشق ومقتل قادة بارزين من الحرس الثوري واغتيال زعيم حركة حماس إسماعيل هنية داخل الأراضي الإيرانية، وقتها سمع العالم صراخ إيران، ولكن الرد العسكري فضح إيران أكثر، وعراها أمام الجميع بما فيهم اتباعهم المؤدلجين.
عدا الاغتيالات المتواصلة لقادة بارزين ولهم ثقلهم العسكري في حزب الله، هذا الثقل العسكري الذي رآه الجميع في قتل وتشريد المدنيين الأبرياء في سوريا وارتكاب مختلف الجرائم في حقهم، ولكن أمام إسرائيل كانوا ضعفاء، رغم كثرة الصراخ والزعيق والوعد والوعيد، والذي كان أبرز نتائجه مجزرة حظيرة الدجاج في إسرائيل على يد حزب الله.
بعد كل هذا الخزي والعار والشنار والهزائم المذلة عسكرياً ومعنوياً قرر خامنئي التخفيف من حدة وطأة هذا كله لدى أتباعه من المؤدلجين حتى النخاع والمدجنة عقولهم داخل إيران وخارجها بإثارة الفتنة الطائفية بين السنة والشيعة، فهو يحاول أخبارهم اليوم، وفي فورة الأحداث الموشحة بالهزيمة والخزي والشنار أن المعركة اليوم ليست مع أمريكا ولا إسرائيل، وإنما مع رجل توفي منذ 14 قرناً!.
المعركة اليوم ليس مع من قصفنا مرات عديدة، وانتهك سيادة أراضينا واغتال كبار قادتنا العسكريين وأرانا الذل والهوان، بل مع رجل يرقد في قبره منذ أربعة عشر قرناً.
سلسلة تغريدات خرج بها هذا المأفون لا بد أنها أحرجت عقلاء الشيعة ممن لديهم من العقلانية والحكمة ما يجعلهم ضد مثل التحريض الطائفي.
لدينا ما يكفي من احتقان طائفي بين السنة والشيعة، ويوجد من كلا الطرفين من يسعى دوماً لإشعال نيران الفتنة وتأجيجها والنفخ فيها، فتصريحات خامنئي بلا شك سوف تخدم المتطرفين من الشيعة والسنة على حد سواء وتحريض السذج ليلجوا في لجج المعارك والقتل والدماء، وسوف يذهب ضحيتها العديد من الأبرياء من كلا الطرفين.