نٌشرت بتاريخ 23 أغسطس 2012
ينشط هذه الأيام هاش تاق في تويتر: # متى_نصبح_دولة_متقدمة، لَفَتَ نظري العديد من التغريدات تكرر عبارات نحو: إذا طبقنا الدين بشكل صحيح، إذا صِرْنَا مثل ما كان عليه الصحابة، إذا امتلأت المساجد بالمصلين وقت الفجر… إلخ من ربطٍ بين التقدم والدين.
السؤال: هل الدين شرط لتحقيق التقدم الحضاري؟
من وجهة نظري أن هذه خرافة لا سند لها أو دليلًا في أرض الواقع، بل انتشار هذا النوع من الخرافات في أفكار وعقول الناس هي من أسباب التخلف.
ومن يردد هذا النوع من التضليل، ومَنْ يمعن في تصديقه نسأله، هل تعدُّد الآلهة هو سبب نشوء الحضارة اليونانية؟ والأمر ذاته في تقدم الفراعنة؟
وهل تقدُّم اليابان بسبب دياناتها الشنتوية أو البوذية؟ وهل تَقدُّم أمريكا وأوروبا بسبب مسيحيتها؟
وهل تخلُّف العالم الإسلامي المهزوم في مختلف المجالات العلمية والإنسانية اليوم سببه الإسلام؟
هذا يؤكد كله حقيقة أن الدين والتدين ليس شرطًا للتقدم الحضاري.
ولو استحضرنا مرحلةً تاريخية للمسلمين حققوا خلالها تقدمًا حضاريًّا فهو أمرٌ قد يفخر به المسلمون، ولكنَّ الإسلام ليس سبب تقدمهم، كما أنه ليس سببَ تخلفهم لاحقًا.
أما السؤال الآخر، فهل الدين سبب تأخر التقدم الحضاري؟
الدين ذاته لا يسبب ذلك، فكما أن الدين ليس سببًا للحضارة ولا شرطًا لتحقيقها، فإن الدين ليس عائقًا بذاته.
إنما يصبح الدين عائقًا عندما تختلط السياسية بالدين، ويتحول رجالُ الدين إلى حُماة باسم الدين للاستبداد والفساد والجور والظلم، وهي كلُّها من أسباب التخلف في المجتمعات.
أو عندما يصادر الدينَ مجموعةٌ مؤثِّرة أو تملك سلطة دينية؛ فيفرضون على المجتمع جملةً من القوانين التي قد تكون مُعِيقةً للتقدم الحضاري.